إنما تمكن إبليس من التلبيس عَلَى الفلاسفة من جهة أنهم انفردوا بآرائهم وعقول
jil 22 جيل
مرحبا أصدقائي

أتمنى أنكم تستمتعون بهذه الزبارة

لا تنسى الاشتراك معنا


jil 22 جيل
مرحبا أصدقائي

أتمنى أنكم تستمتعون بهذه الزبارة

لا تنسى الاشتراك معنا

jil 22 جيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

jil 22 جيلدخول

منتدى عربي منوع المواضيع في خدمتكم لا تنسوا التسجل والمشاركة


descriptionإنما تمكن إبليس من التلبيس عَلَى الفلاسفة من جهة أنهم انفردوا بآرائهم وعقول Empty‌‌ذكر تلبيسه عَلَى الفلاسفة وتابعيهم

more_horiz
إنما تمكن إبليس من التلبيس عَلَى الفلاسفة من جهة أنهم انفردوا بآرائهم وعقول Mos3_333



‌‌[size=32]ذكر تلبيسه عَلَى الفلاسفة وتابعيهم[/size]

[size=32]إنما تمكن إبليس من التلبيس عَلَى الفلاسفة من جهة أنهم انفردوا بآرائهم وعقولهم وتكلموا بمقتضى ظنونهم من غير التفات إِلَى الأنبياء فمنهم من قَالَ بقول الدهرية أن لا صانع للعالم حكاه النوبختي وغيره عنهم وحكى النهاوندي أن أرسطاطا ليس وأصحابه زعموا أن الأَرْض كوكب فِي جوف هَذَا الفلك وأن فِي كل كوكب عوالم كَمَا فِي هَذَا الأَرْض وأنهارا وأشجارا وأنكروا الصانع وأكثرهم أثبت علة قديمة للعالم ثم قَالَ بقدم العالم وأنه لم يزل موجودا مَعَ اللَّه تعالى ومعلولا لَهُ ومساويا غير متأخر عنه بالزمان مساواة المعلول للعلة والنور للشمس بالذات والرتبة لا بالزمان فيقال لهم لم أنكرتم أن يكون العالم حادثا بإرادة قديمة اقتضت وجوده فِي الوقت الذي وجد فيه فَإِن قالوا فهذا يوجب أن يكون بين وجود الباري وبين المخلوقات زمان قلنا الزمان مخلوق وليس قبل الزمان زمان ثم يقال لهم كان الحق سبحانه قادرا عَلَى أن يجعل سمك الفلك الأعلى أكثر مما هو بذراع أَوْ أقل مما هو بذراع فَإِن قالوا لا يمكن فهو تعجيز ولأن مَا لا يمكن أن يكون أكبر مِنْهُ ولا أصغر فوجوده عَلَى مَا هو عَلَيْهِ واجب لا ممكن والواجب يستغني عَنْ علة وَقَدْ ستروا مذهبهم بأن قالوا اللَّه عز وجل صانع العالم وهذا تجوز عندهم لا حقيقة لأن الفاعل مريد لما يفعله وعندهم أن العالم ظهر ضروريا لا أن اللَّه فعله ومن مذاهبهم أن العالم باق أبدا كَمَا لا بداية لوجوده فلا نهاية قالوا لأنه معلول علة قديمة وكان المعلول مَعَ العلة ومتى كان العالم ممكن الوجود لم يكن قديما ولا معلولا وَقَدْ قَالَ جالينوس لو كانت الشمس مثلا تقبل الانعدام لظهر فيها ذبول1 فِي هذه المدة الطويلة فيقال لَهُ قد يفسد الشيء بنفسه بغتة لا بالذبول ثم من أين لَهُ أنها لا تذبل فإنها عندهم بمقدار الأَرْض مائة وسبعين مرة أَوْ نحو ذلك فلو نقص منها مقدار جبل لم يبن ذلك للحس ثم نحن نعلم أن الذهب والياقوت يقبلان الفساد وَقَدْ يبقيان سنين ولا يحس نقصانهما وإنما الإيجاد والإعدام بإرادة القادر والقادر لا يتغير فِي نفسه ولا تحدث لَهُ صفة وإنما يتغير الفعل بإرادة قديمة.فصل: وحكى النوبختي فِي كتاب الآراء والديانات أن سقراط كان يزعم أن أصول الأشياء ثَلاثَة علة فاعلة والعنصر والصورة قَالَ وَاللَّه تعالى هو الفعال2 والعنصر هو الموضوع الأَوَّل للكون والفساد والصورة جوهر للجسم وقال آخر منهم اللَّه هو العلة الفاعلة والعنصر المنفعل وقال آخر منهم العقل رتب الأشياء هَذَا الترتيب وقال آخر منهم بل الطبيعة فعلته.وحكى يَحْيَى بْن بشير بْن عمير النهاوندي أن قوما من الفلاسفة قالوا لما شاهدنا العالم مجتمعا ومتفرقا ومتحركا وساكنا علمنا أنه محدث ولا بد لَهُ من محدث ثم رأينا أن الإنسان يقع فِي الماء ولا يحسن السباحة فيستغيث بذلك الصانع المدبر فلا يغيثه أَوْ فِي النار فعلمنا أن ذلك الصانع معدوم قَالَ واختلف هؤلاء فِي عدم الصانع المدبر عَلَى ثلاث فرق فرقة عزمت أنه لما أكمل العالم استحسنه فخشي أن يَزِيد فيه أَوْ ينقص مِنْهُ فيفسد فأهلك نفسه وخلا مِنْهُ العالم وبقيت الأحكام تجري بين حيواناته ومصنوعاته عَلَى مَا اتفق وقالت الفرقة الثانية بل ظهر فِي ذات الباري تولول فلم يزل تنجذب قوته ونوره حتى صارت القوة والنور فِي ذلك التولول وَهُوَ العالم وساء نور الباري وكان الباقي منه سنور.وزعموا أنه سيجذب النور من العالم إليه حتى يعود كَمَا كان ولضعفه عَنْ مخلوقاته أهمل أمرهم فشاع الجور وقالت الفرقة الثالثة: بل الباري لما أتقن العالم تفرقت أجزاؤه فيه فكل قوته فِي العالم فهي من جوهر اللاهوتية قَالَ الشيخ رحمه اللَّه هَذَا الذي ذكره النهاوندي نقلته من نسخة بالنظامية قد كتبت منذ مائتين وعشرين سنة ولولا أنه قد قيل ونقل فِي ذكره بيان مَا قد فعل إبليس فِي تلبيسه لكان الأولى الإضراب عَنْ ذكره تعظيما لله عز وجل أن يذكر بمثل هَذَا ولكن قد بينا وجه الفائدة فِي ذكره.فصل: وقد ذهب أكثر الفلاسفة إِلَى أن اللَّه تعالى لا يعلم شيئا وإنما يعلم نفسه وَقَدْ ثبت أن المخلوق يعلم نفسه ويعلم خالقه فقد زادت مرتبة المخلوق عَلَى رتبة الخالق.قال المصنف وهذا أظهر فضيحة من أن يتكلم عَلَيْهِ فانظر إِلَى مَا زينه إبليس لهؤلاء الحمقاء مَعَ ادعائهم كمال العقل وَقَدْ خالفهم أَبُو عَلِيّ بْن سيناء فِي هَذَا فَقَالَ بل يعلم نفسه ويعلم الأشياء الكلية ولا يعلم الجزئيات وتلقف هَذَا المذهب منهم المعتزلة وكأنهم استكثروا المعلومات فالحمد لله الذي جعلنا ممن ينفي عَن اللَّه الجهل والنقص ونؤمن بقوله: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ} وقوله: {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَاّ يَعْلَمُهَا} وذهبوا إِلَى أن علم اللَّه وقدرته هو ذاته فرارا من أن يثبتوا قديمين وجوابهم أن يقال إنما هو قديم موجود واحد موصوف بصفات الكمال.فصل: قال المصنف وَقَدْ أنكرت الفلاسفة بعث الأجساد ورد الأرواح إِلَى الأبدان ووجود جنة ونار جسمانيين وزعموا أن تلك أمثلة ضربت لعوام الناس ليفهموا الثواب والعقاب الروحانيين وزعموا أن النفس تبقى بعد الموت بقاء سرمديا أبدا إما فِي لذة لا توصف وهي الأنفس الكاملة أَوْ ألم لا يوصف وهي النفوس المتلوثة وَقَدْ تتفاوت درجات الألم عَلَى مقادير الناس وَقَدْ ينمحي عَنْ بعضها الألم ويزول فيقال لهم نحن لا ننكر وجود النفس بعد الموت ولذلك سمي عودها إعادة ولا أن لها نعيما وشقاء ولكن مَا المانع من حشر الأجسام ولم ننكر اللذات والآلام الجسمانية فِي الْجَنَّة والنار وَقَدْ جاء الشرع بذلك فنحن نؤمن بالجمع بين السعادتين وبين الشقاوتين الروحانية والجسمانية وأما الحقائق فِي مقام الأمثال فتحكم بلا دليل فَإِن قالوا الأبدان تنحل وتؤكل وتستحيل قلنا القدرة لا يقف بين يديها شيء عَلَى أن الإنسان إنسان بنفسه فلو صنع لَهُ البدن من تراب غير التراب الذي خلق مِنْهُ لم يخرج عَنْ كونه هو هو كَمَا أنه تتبدل أجزاؤه من الصغر إِلَى الكبر وبالهزال والسمن فَإِن قالوا لم يكن البدن بدنا حتى يرقى من حالة إِلَى حالة إِلَى أن صار لحما وعروفا قلنا قدرة اللَّه سبحانه وتعالى لا تقف عَلَى المفهوم المشاهد ثم قد أَخْبَرَنَا نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الأجسام تنبت فِي القبور قبل البعث وأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّارُ نا أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِيّ نا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزَّيَّاتِ ثنا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ ثنا أَبُو كُرَيْبٍ ثنا أَبُو مُعَاوِيَة عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [/size]


ــــــــــــــــــــــــــ

 تلبيس إبليس، بن الجوزي، ص 43 ~46

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
replyإرسال مساهمة في موضوع